فى الروقان
, الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010
لم يشغل باله ولا خاطره كثيرا بالبحث عن من يؤنس وحدته
فهو يقول انها ستكون مغناطيس تجذبه وتدنيه
مثل الياسمين
يرسل الاريج واعطر الرياحين سفراء له
فتتعانق الحواس وتتجاذب لإستنشاق ذلك العبير
وحين يحدث النصيب وتنصب الاقدار
ويجد تلك الياسمينة
التى لن يختلف اثنان
على جمال بياض قلبها
او رونق مظهرها
و ظل يحلم بتلك الياسمينة والايام تمر
وكل ما يراه انبعاثات مظهرية لا تعدو الا
مسوخ بشرية
**************
وهاهو صديقه
يدعوه الى احد المساجد الشهيرة فى قلب قاهرة المعز
ليشاركه عقد القران
فقبل دعوة صديقه
فتأنق وارتدى افخم الثياب فهو صديق حميم
وهو من تعود ان يرى الناس الجميل منه
فى المظهر وحين يتعاملون معه
ووصل قبل الميعاد كما هى عادته
وتأمل بعينه
كيف اهان بنى البشر
تلك البنايات العزيزة التى استقبلت خيار من بنى الانسان
فهذا يبيع الترمس وهذا اللب وهناك بائع البطاطا
واخترق تأمله صوت اجش
شيشه يا بيه ؟
فضحك وابتسم وقال له فى هدوء اشكرك
ومن بعيد سمع اصوات اهل العروس وتعبيرات فرحهم
فى مشاركة مع اهل العريس
ولكن غلبت على اهل العريس حالة اطمئنان وثبات نسبى
واقترب موكب عقد القران
وحين شاهد العروس
ضحك فى سره ضحكات لو سمعها اهل العروس
لضربوا عنقه
فتلك العروس التى يعرفها قد تغيرت معالمها وخصوصا الوجه
كأن ذلك المدعو الكوافير قد قام بعملية دهان
مستخدم معاجين اشترك فى تحصيرها
كبرى شركات البويات العالمية
وتعجب لذلك التشوية للوجه الذى كان ينطق بالرحابه والجمال
ولكنه قال دعنا يا صديقى الداخلى
ان يمر ذلك اليوم على خير
وحضر عقد القران وقرء الفاتحة وتلقى العروسان التهانى
وطلب منه المصور ان يلتقط له صورة معهما
ولكنه قال له
فى الروقاااااااااااااااان
ف المكان مزدحم
وسمع اذان المغرب!!
فقال ولما لا اصلى فى هذا المسجد
فدخل وساقه القدر الى الصف الاول
واذ به يفاجىء بتابوت امامه خشبى
فقال فى سره ايضعون التابوت هكذا امام المصلين
ولم يكن فى المسجد اى علامات
لصلاة جنازة
وصلى
وفجاءه
نادى الامام صلاة جنازة
واذ بالإمام يقف امامه مباشرة
ولكنه تعجب
التابوت مغلق ايصلون عليه هكذا ؟
ولم تمض ثانية حتى كشف احد اقرباء المتوفى
عن التابوت وظهر ما كان مختفى
وراى ذلك المتوفى وقال فى نفسه يا ترى فىماذا يفكر الان؟
ولكنه ابتسم
وقال من حق المتوفى ان يفرح
فقد شارك فى الصلاة عليه الكثير والكثير
وصلى صلاة الجنازة ودعا للمتوفى ولنفسه ولسائر البشر
وخرج من المسجد
فالتفت عن يمينه
ليجد صديق لم يراه منذ خمسة سنوات
وباعدت ملاهى الحياه بينهم
فحدث العناق
وقص كل منهما على الاخر اين موقعه الان
وتبادلا ارقام الهاتف على الامل الالتقاء
**************
و أطل بنظره بعيدا"
فرأى العروسان فى انتظار سيارتهما المزينة
فقال فرصة جيدة القى عليه السلام فى هدوء
فأذا بالمصور كأنه كان فى مكان ما وظهر
الان حان وقت تصويرك مع العريس
وفى الروقان
******************
فضحك وابتسم والتقط المصور الصورة
وركب سيارته وانصرف وهو يقول
سبحان الله
عقد قران
صلاة فى جماعة
صلاة جنازة
مقابلة صديق من زمان فات
صورة فى الروقان
اليس هذا شيء غريب
اهى نسائم قدرية
ام انها نسائم ياسمينته ترسل السفراء
ايذان ببدء شروقها للنور
يثاب المرء رغم أنفه:)