الانـــســــان
قيمة تحتل مكانة مترامية لا ندركها احيانا
ولا تتهادى الى انفسنا فى لحظات معينة
قيمة ان من يمشى على الارض انسان تدب فى اوصاله
روح ودماء يضخها قلب
استاذ حسين
هو جارى المعلم والمدرس التربوى
فى صغرى
كنت احب جدا بعض من اتعلم تحت ايديهم
وكانوا بالنسبة لى مثل نسمات الهواء
فى يوم شديد الرطوبة والحرارة
استاذ حسين
مثله مثل هولاء المدرسين
لم اتعامل معه بشكل مباشر
ولكنى كنت اشاهده من بعيد ويسعد قلبى ان جارى معلم
اختفى استاذ حسين لفترة وقالوا انه سافر الى بلاد الخليج
ليحسن دخله ويرفع مستواه المادى
ترك استاذ حسين ابنه اليافع فى المراهقة وابنتاه
عاد استاذ حسين ولكنه لم يكن مثلما كنت اراه
تبدو على تقسيمات وجهه علامات المرض والالم
فلقد قام بعمل عملية طبية فى راسه
ومن حينها تبدلت الاوضاع
ارى استاذ حسين هائم هنا وهناك فى الشوارع
يجلس على تلك القهوة ويمسك بالشيشة بشكل غريب
ويستوقفنى ويقول لى
انه يملك من الفيلات والاطيان هنا وهناك
ولكن عيونه حين تقع على عيونى ادرك شيىء اخر
ويالها من لحظة
حين اتصور نفسى انا الطفل ثم الطالب ثم الموظف
وانا اشاهد استاذ تربوى راقى
وها أنا اضع يدى فى يده بالمساعدة
وهو ينثر الكلمات من كل بستان
وتلك الكلمات غير متألفة ثم يذهب
و اشاهد ابنه وقد دخل احدى الكليات الجامعية
ويمسك بتلك السجائر الفاخرة
ويخرج الدخان من بين براثن انفه او فمه
واتخيل انا ذلك الدخان بالضباب الذى اعمى القلب الداخلى
فنام معه انسان الحياه وسكن بدل منه انسان من نوعية اخرى
ما بين رؤية استاذ حسين هائما وبين رؤية ابنه متحررا
فاصل قصير
نستشف منه الكثير والكثير
فبناء المشهد المادى من اموال وعيشة هنية مطلوب
وبناء المشهد الداخلى من مبادىء مطلوب
واستغلال لحظات الصحة والهمة مطلوب
فنحن لا نعرف اين تذهب بنا الاقدار
ان استاذ حسين وانا
قصة واقعية تتكرر الى الان بنفس مشاهدها
وتستحق ان اكتبها
لان رؤية استاذ حسين
هائما يهذى بالكلمات ويصدر حركات غريبة
هى كشاف داخلى لى لأستعادة ما افقده فى طاحونة الحياه
من انوار
وتجعلنى استعيد بريق انسانى الداخلى
وهو لى
مثل تلك الصورة فى اعلى
هو من اجلس على كتفيه
لإرى دنيادى بالطريقة الصحيحة