روبابيكيا الملابس
, الاثنين، 26 يوليو 2010
كان يوم كنت فيه اشعر كأنى ياسمين له ارجل
يتحرك بها فيشم الجميع رائحته وتنجذب الانظار اليه
يوم ان يصطحبنى ابى الى المسجد يوم الجمعة كنت انا كذلك
ابى كان له مراسم خاصة فى هذا اليوم ولكنى لم اكن افهم كل ما يقوم به
سوى انه يكوى ذلك الجلباب الابيض (الجلابية)
ومعه سروال (بنطال او بنطلون صغير )
فأتعجب لما يلبس ابى سروال فسئلته فقال لى يا ولدى انها سترة
فقد كان جدك يرحمه الله يقول لا نعرف يا ولدى الظروف والاحوال
فقد تأتى رياح ويتراقص الجلباب مع الهواء
فيكشف جزء من الجسد فيظهر منى ما لا يرضاه غيرى
وكنت يا ولدى عندما اسئل جدك يقول هذا من الحياء وحسن الخلق
فأنظر لابى وهو يتحدث ارى علامات البسمة وانبساط الوجة
كأنه حينما سئلته تذكر انه سئل جدى نفس السؤال
************************
لذا كنت اصر على ان يشترى لى ابى جلباب وسروال
وحين اطلب منه يضحك ويبتسم
الى ان جاء يوم اتذكره جيدا" كان يوم الخميس
فوجدته يقول لى الجلباب وصل لاجمل ابوعلى فى الدنيا
يااااااااااااااااه
مهما كنت سأذكر عن جمال ورونق هذا اليوم
لن يشعر بما اقول الا من حدث له نفس الحدث
ولكنى اتذكر كيف وضعت الجلباب مع السروال فى احضانى
ويدق قلبى مع دقات المنبه حتى يؤذن المؤذن بالفجر ويستيقظ ابى
واذهب اليه مسرعا كأنه تفاجأ انى مستيقظ واقول له سأذهب معك
اليوم لصلاة الجمعة يا ابى فيبستم
و بالفعل اتوضأ كما يفعل واذهب معه الى المسجد
وفى المسجد كأن البشر تجمعوا فى بوتقة واحدة اشكال والوان
ولكنى كنت انظر الى ماذا يلبسون
وهل يرتدون سروال تحت الجلباب مثل ابى ومثلى انا ايضا؟
ولكن كانت المفأجاه انه ليس كل من يرتدى جلباب يلبس تحته سروال
و إذ عينى تلاحق هذا وهذا
وترى هذا عندما يسجد وقد ظهر بالفعل ما يسوء العين من المشاهد
فأبتسم فى نفسى واقول
انااااااااااا ارتدى سروال كأنى اتراقص كراقص باليه
*****************
مرت الايام سريعا" والعمر ينمو
وكانت مدرستى الابتدائى تبعد عن البيت مسافة اركب لها سيارة اجرة
وفى يوم من الايام وانا انزل من السيارة كانت احدى السيدات تنزل امامى
واسأت تقدير وقوف السيارة فوقعت فانكشف جزء من الجسد
وتعجبت ياااااااااااااه انها لا تلبث سروال امعقول هذا !!!!
فأسرعت لاساعدها على القيام وقولت لها
تلك المواقف تتكرر ولا نضمن الظروف والاحوال
فلما لا ترتدين سروال؟
فوجدت اصباع يدها الخمسة على وجهى كأنها رسمت خريطة
او كأن وجهى ارض
قد قام الفلاح كما قال مدرس الجغرافيا انه خطط الارض
حتى تصلح للزراعة ثم قالت السيدة انت ولد ليس مؤدب
ولم يضربنى قبل ذلك احد على وجهى فقد كنت اسمع والدى
يقول الوجه كرمه الله وضربه امتهان وسوء خلق
وعندما رجعت الى البيت وجدت امى
فقالت لى من رسم تلك الاصابع على وجهك
وكانت دائما عندما تستشعر ان هناك هناك امر ما
كانت قبل ان تسئل عن ما حدث
ترسم البسمة اولا واضحك ثم تقول ماذا حدث ؟
وكانت تفسر هذا بأن السؤال وقت الغضب يزيد احساس الالم
فقصصت عليها ما حدث
ولم تتمالك نفسها من الضحك كأنها امام اعظم مشهد كوميدى
ثم قالت يا ابوعلى
عندما تنصح لا تنصح وقت الضيق والانفعال ولا تنصح امام الملأ
النصحية على الملأ توبيخ
ثم رجعت ببصرها واتكأت على مقعدها
وقالت
نرتدى الملابس لتستر عوارتنا فتتجمل انفسنا بهذا الستر فنزداد طيبا" وارتقائا"
ولكن البعض يا ولدى رأى ان عوارت جسده سترها غير مطلوب
فتنوعت الملابس فى الشكل والمعنى
واصحبت مهرجان اختيار اجمل عارى وعارية
وتناثر الذباب هنا وهناك ليأخذ حظه من الوليمة
فقلت لها الكلام بتقوليه لمين يا امى ؟
فضحكت وقالت حلوة الخريطة التى رسمتها تلك السيدة على وجهك
واخذتنى فى احضانها وهى تقبل وجهى قطعة قطعة
وعندما تصل الى اماكن اصابح السيدة تقبلها اكثر
وتقول غدا ستفهم غدا ستفهم غدا ستعرف غدا ستشعر غدا ستدرك
وتدمع عينها واشعر بسيلان الدموع فأقول لها
ماما هل ترتدين سروال ؟
فضحكت وابتسمت وكان الفرح عنوان الكيان
*****************************
حين تتعرى الاجساد فيقينا" تعرت قبلها الروح من محاسن الاخلاق
وجهة نظر خاصة بى لروبابيكيا الملابس
ومن لم يفهمها له كل العذر