روبابيكيا الزحمة
, الجمعة، 23 يوليو 2010
النافذة
حينما نطل منها فى لحظات تأمل نجد علبة الوان متعددة الاشكال
قد رسمت لوحة مبتسمة
فيها الصانع والزارع والحاصد والعامل والطالب والراكع والساجد
والداعى والقارىء والنائم والمفكر والعالم
ويتبعثر فى اللوحة الكثير والكثير من تلك الالوان هنا وهناك
تلك اللوحة فى شكلها النهائى تبعث بأشارات سرور ورضا فى النفس
من ذلك التلاقى والتشارك المثمر بين الالوان حتى خرج بهذا الشكل
ثم تلمح من بعيد نافذة اخرى
ترى منها علبة الوان مسكوبة تصنع لوحة اخرى
ولكنها لوحة تتداخل فيها الالوان بشكل غريب
التناسق بينها غير واضح فأحيانا الوان مضيئه واخرى خافتة
والوان تطغو على الوان والوان استأثرت بأماكن الوان اخرى
فترتسم حين ترى تلك اللوحة علامات الدهشة والتعجب
شتان بين اللوحتين!!!!
وتسئل كيف كان هناك رونق وتلاقى فى اللوحة الاولى ؟
وما هذا التنافر والاختلاف فى اللوحة الثانية ؟
تلك كانت مقدمة لنوع اخر من الروبابيكيا
يحمل كل عناصر التشويق والاثارة
يحمل كل عناصر التشويق والاثارة
فهذا عالم من الروبابيكيا خاص جدا
يتداخل فى هذا النوع من الروبابيكيا صفات ارتقائية كبرى
اذا توفرت كانت لوحة من جمال معانيها
يظل من ينظر اليها يشعر انه فى بستان جاء من عالم اخر
تجرنا تلك الكلمات الى الحديث عن روبابيكيا الزحمة
فلا احد ينكر اننا شعوب العواطف فيها حية
وتشغل حيز ليس صغير من فراغ الكيان
ونحب ان يجتمع كل من نحب فى بوتقة واحدة متجاورة السكن والمكان
وفى منظور اجتماعى هذا المعنى صحى مريح للنفس
ففيه تقترب ممن تحب وتنمو بينهم
ولكن
حدث الزحام واكتظت الاماكن بأجساد بنى البشر
وحدث الالتحام فى عنفوان احيانا
وارتفاع طبقات الصوت فى احيان اخرى
وارتفاع طبقات الصوت فى احيان اخرى
وجاءت مظاهر الزحام لتضع ظل ضبابى الشكل منبعج
يرفع راية مكتوب عليها سؤال
كيف يحدث هذا؟
مع من كان العقل هو زينته والفارق بينه وبين باقى المخلوقات الاخرى ؟
وهنا جاءت الست كعبره
تجلس متأنقة على ابواب كشك فى السوق اسمته روبابيكيا الزحمة
فى مقدمة ذلك الكشك عجب عجاب
تراها تضع نموذج لجسد انسان كأنك تدخل احدى كليات الطب
لتدرس علم التشريح
فكان الاستغراب هو العلامة التى ارتسمت على الاوجه!!!!
فقالت اشعر بما يدور فى خلدك يا ولدى
عندما وضعت ذلك النموذج والهيكل
وضعته لتنظر الى نفسك وما تحتويه
حتى تشعر بالمعنى الذى ستتكلم عنه
حتى تشعر بالمعنى الذى ستتكلم عنه
فسبحان من له العظمة حين خلق الكيان
اقترب من ذلك النموذج المصنوع والمشابه لك
سترى
اجهزة تعددت فى الشكل والوظيفة
فلكى تتنفس كان هناك جهاز تنفسى
ولكى تأكل كان هناك جهاز هضمى
ولكى تفكر وتشعر كان هناك جهاز عصبى
ولكى تحيا كان هناك الجهاز الدورى
واذا تغلغلت فى نفسك سترى ملايين ملايين بل قل مليارات من الخلايا
الا يدلك هذا على شيىء ؟؟
فقلت يدلنى على عظمة الخلق يا ست كعبره
ولكنه يا ولدى يدلك
تعدد تلك الاجهزة وكثرتها
تعدد تلك الاجهزة وكثرتها
على المعنى
ان الزحام كان موجود وتعددت اشكاله
ولكن جاءت حكمة الخالق
بإن عرف كل مكون الدور المنوط به وفعله فكان التناسق
فقلت يا ست كعبره
نحن بنى البشر عندما تزاحمت انفسنا فى الخارج
لم نطل على نافذة الداخل لنعلم ونتعلم
وحدث ما حدث
قالت اذن يا ولدى
اقرء حديث يقول
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد
إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي
وعندما تقرء اذهب بالقراءة الى
( اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (الحماية))
سترى يا ولدى فى وسط الزحام من يسقط من الاعضاء
تتسارع اليه الاعضاء تشكل خط امداد حتى يتعافى ذلك العضو
وتسهر عليه فى نوبات خدمة وحماية
فاءن قراءت يا ولدى فاذهب الى
( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد)
لتعرف لما وضعت نموذج مشابه لجسم بنى البشر
ياااااااااااااااه
اخذتنى كلمات تلك السيدة بعيدا بعيدا
وتراءت امام عينى لوحة اخرى اكثر نضارة
فجاءت السيدة كعبره تبتسم
وقالت
اعرف ما يدرو فى بالك يا ولدى
لقد بعنا يا ابنى فى روبابيكيا الزحمة
الصفات العلى التى تنمو وقت الزحمة
بعنا الرحمة ثم تم بيع الاطمئان
ثم ارتفع الخوف حين تم بيع الامان
فهذا رجل بسيط على قوت اولاده يسعى
فى الزحام يٌسرق
ومن طفل وطفلة تكاد بالكاد تنمو
يجد ايادى العابثين فى الزحام تطول وتقصر
فانتشرت يا ولدى دوريات الامن هنا وهناك
ولكن سقط الاستيعاب والتفكير
انه تم بيع
محاسن الخلق مع اللين والرفق
حين تلامست اجساد بنى البشر
فلم يحافظ احد على عوارت قد انكشفت
بعد ان تم بيع شعبة كاملة من الدين
الحياااااااااااااااااااء
ايها الراكب فى وسط الزحام
تخشى على نفسك من اللئام
ولا تئتمن احد خاف اكل الحرام
ان الاوان ليعلو صوتك
مع الاخلاق العظام
وتسترد ما بعته بأر خص الاثمان
*****************
ايها المتنطع بين الناس عابثا
تسرق وتنهر الكريم الموحدا
ان امهلك الله يوما
واشرق عليك يوما
ورزقك يوما
وسترك بستره الجميل يوما
فإن لكل إمهال وقت واذان
ستذوق طيات ما كنت تصنع
مهما مرت سنون و ازمان
فهو الحق القادر القهار
ف انتظر من يعبث بك
حين يقولوا
حان وقت القيام
***********************
اذا حدث الزحام
ف لنتذكر
رحمة و رفق ولين الله اكبر
و ارسم على الوجة بسمة
تكون فرحة لغيرك فيصبر
فتنمو فى الكيان شمعة
تقول انا الامان والاطمئان
يا انسان ولا اروع
وتذكر المثل والعبرة
فى نمل ونحل يسعى
واخطبوط وثمانى ارجل
ولا اعظم
فتدبر ان كنت عاقلا"
الكلمة وما وارء المعنى
سيدى الفاضل ابوعلى
-*-*-*-*
روبابيكيا الزحمه
اااااااااااااه من الزحمه هذه الايام فى الاسكندريه وكل يوم مليون مصطاف عندنا ......
" ونحب ان يجتمع كل من نحب فى بوتقة واحدة متجاورة السكن والمكان "
لفتت نظرى هذه الجمله لاننا بالفعل نتمنى ان يكون من نحب بجوارنا وعجبتنى كلمة بوتقه واحده اشعر فيها بنوع غريب من التلاقى والتجمع
الدنيا اصبحت مزدحمه وفى وسط هذا الزحام فقدنا الكثير والكثير من المعانى الجميله فقدنا صلة الرحم والرحمه بالاخرين وكذلك الشعور بالامان ...
" الحياء" الكلمه دى يا ترى اخر مره سمعتها فين ؟؟؟ اندثرت هذه الكمله حينما زاد عدد البشر حينما ازدحمت الدنيا باصناف من البشر كل واحد فيهم لايهتم سوى بنفسه فقط " أنا ومن بعدى الطوفان "
"فتدبر ان كنت عاقلا
الكلمة وما وراء المعنى "
من يتدبر
ومن يفهم
ومن يسمع
تلك الاسئله احاول ان اجد لها اجوبه منذ فتره ليست بقليله وحينما يتملكنى اليأس انظر الى أعلى ثم أقول يارب اللى عندك كتير اوى وانا فى انتظار الخير اللى عندك ...
تحيه على هذا البوست الذى خفف كثير من وطأة الزحام سواء الزحام البشرى من النفوس البشريه وزيادة عددها او ازدحام الافكار فى رأسى
دمت متألقا
زهراء