المقادير:
- 4 ملاعق كبيرة من مسحوق القرفة
- 4 أكواب ماء
- 8 ملاعق كبيرة حليب مجفف
- ملعقتان صغيرتان فانيليا
- سكر أو عسل أبيض للتحلية حسب الرغبة
الطريقة :
تذاب القرفة مع الماء وتوضع على النار حتى تغلي
، يخفف النار بعدما تبدأ رائحة القرفة في الظهور
، ويذاب الحليب في ربع كوب ماء بارد
ويضاف إلى الخليط الموجود على النار
ويحرك حتى يتجانس الخليط تماماً ثم يضاف إليه الفانيليا
، ثم يصب في الأكواب ، ويحلى بالسكر أو العسل حسب الرغبة .
*************************************************
مشروبى من كام يوم كده
كان
قرفة باللبن
وكلما تأملت الكوب اثناء انسياب
القرفة فى طيات اللبن مخترقة كل الحدود بدون حواجز
استغربت لما لم يبنى اللبن تلك المصدات التى تمنع
اختراقه بهذا الشكل
************
القرفة على الرغم من ضألة اجزائها
سرت مثل سريان موكب الرئاسة تتفتت امامها كل الموانع
هالنى ذلك المنظر و اشفقت على اللبن
واظنه لو تكلم
لهاجنى وتلفظ الكثير من هجاء الكلام
ف بيدى انا هاتين وضعت القرفة
فلوثت معالمه البيض
وتملكنى هذا الشعور طول الليل واحسست انى مذنب
******************
وعادت لى الذاكرة
حين كنت اطلب اللبن من امى
صافى اللون غير مضاف اليه اى شيىء
وتقول لى يا انسان انت محتاج نجيب عندنا هنا
بقرة مخصصة لك
فأضحك وابتسم يا امى لما نلوث اللبن بأشياء اخرى
فيكفى متعته حين تشربيه بنقائه
فقالت تلك اذواق وتوابل نحتاج اليها فى الحياه
فأقول هناك اشياء
يا امى
لا يجب الاقتراب منها ومن قيمتها وشفافيتها
وهكذا كانت تستمر تلك المناظرة الكلامية
*********************
الى ان تغير الحال وتبدل ووصلنا الى الايام العجاف
و كأنى كنت اختزن نصيبى من اللبن فى السابق
لأنى لا اعلم الغيب الذى اصبح فيه اللبن
علامة وراية من علامات الغنى الفاحش
************
وضغط عليا هذا الاحساس بالذنب والمعاقبة
فقررت ان اقص على امى
وقولت يا امى انى اشرب حاليا قرفة باللبن
فوجدتها قد ادرت وجهها تجاهى
وقالت وجالك عين تقرف اللبن يا ابنى
حتى حرام عليك
وهى كما يقولون ضحكاتها
طالت مباحث الامل العام فخفت عليها
فقولت يا امى انتى كده بتشاركى فى الجريمة
واللبن هايبكى من حزنه على نفسه
******************
فقالت من زمن وانت لا تحب ان يختلط اللبن بأى شيىء
وهكذا يا ابنى حال بنى الانسان فى حياته
اللبن
يمكن تصوره فى قيم جميلة نريد ان نحافظ عليها
والقرفة
شهوات النفس
الضالة الغير مهذبة التى توضع فى اى مكان
اللبن
يمكن تصوره بجسدك وكرامته ونظافته واناقته
والقرفة
الاهمال الذى يصرخ منه الجسد ويتألم
اللبن
هو تلك الحياه الرقية
التى ان كانت ربوعها
الرضا والقناعة والطموح بالجهد والعمل
القرفة
هى
اجتلاب الهموم والغرق فى اصطناع المشاكل والازمات
اللبن
هو الفطرة الطيبة ذات البصيرة والاستدلال الطيب
القرفة
هى الخطوط
التى
نُزيف بها تلك الفطرة ونظن انها بهذا الشكل متطوره
اللبن
هو ذلك النور
من مساحة السماح
التى نعطيها لبعضنا فنتكاتف ونتعاون فى اخلاص
القرفة
هى تلك الانا
التى
نظن بها اننا خلقنا للخلود وغيرنا هم الخدم
اللبن
هو ذلك الحماس
الذى
تراه وانت مقبل على الطاعات وغرس بذور الخير
القرفة
هى تلك الهواجس
التى
تريبك وتشككك فى ذاك وذاك فتعانى القلق
اللبن
هو ذلك المعين والبئر
الذى ان اقتربت منه
نامت العيون فى اطمئان وامان الخالق
القرفة
هى التفكير فى الامس وما بعد الامس
وماذا سيكون غدا بدون النظر الى السماء وهداياها
اللبن
هم الاصدقاء والاقارب والاحباب
يشاركون معك افراحك واحزانك كأنهم روحك وكيانك
القرفة
هم الفرقاء المنافقين
ناقلى كل الشر بغرض الافساد والاختلاف
اللبن
هو نضالك وتجولك فى ربوع الحق وتحقيقه
القرفة
هم
مثبطى الهمة وباعثى روح الكسل والهزيمة والانتكاس
هناك يا ولدى الوان ان تغيرت الوانها فقدت مدلولاتها
فمن تغير لون دمه كيف نصفه لونه
وان تغير لون البحر فماذا سيكون لونه
فأبتسمت وقولت
كلما يوم يا امى سأشرب القرفة مع اللبن و اجلس ها هنا بين يديكى
حتى احافظ مرة ثانية على لبن حياتى صافيا ولا يتعكر ابدا
وتبقى الصورة
استدلال طريق
يبحث عن عناوين
تجمع الاوصال
فيلتقى الكيان
اباء امهات
اصدقاء حكماء
جيران
صفحات شروق
علامات اتزان
مراكب سير شراع
خير وامال حياه
بهم يتجمل اللبن ويتأنق
فى ربوعهم يرقص ويُغرد
ويهلل القلب ويسعد
وترى العيون تصمت
والعقول تغلق
من جمع
القاف والراء والفاء والهاء
فكان قرفة
لنبيل من النبلاء
من حقه ان يبتسم ويفرح
و يبقى السؤال
لما نظلم القرفة ؟
ونطارح فيها ذلك البعد السلبى
لما لا نكون مثلها فى المنظورالخفى
فبرغم نسائمها التى تذكر
كانت لها القدرة على احداث التغير
وهنا يأتى الامل معقود الرايات
لا تقل يوما ماذا سيضيف دورى
فربما كنت انت تلك اللبنه
التى يتلائم معها البناء ويتشكل فى اتساق
فهما نظرت الى الجبل وشموخه
تذكر انها كانت من الحصى يوما
أووووووووووووووووووول