اثناء توارد الانباء عن محاولة بعض من بنى الغرب حرق المصحف
كنت ابتسم وانا ارى انفعالات البعض ويكاد بعضهم يصدم
حين اقول لهم ان من حرق المصحف اولا هم المسلمون
ولم يتعود البعض على لغة الحوار الهادئه بل تراه يكيل الاتهامات
بأنك غير غيور على دنيك وغيرذلك
من سوط الالسنة التى تنال من الاخضر واليابس
وتناسى الجميع ان يسئل لما كان المسلمون اول الحارقين للمصحف ؟
وتأتى الاجابة
لوجود سدادت عميقة السمك على الاذان تريد ان تسمع فقط عبارات معينة
وهى
حى على الجهاد وهيا ندمر السفارات ونخرج فى المظاهرات
وقلت فى نفسى لا ضير ان نعبر عن الغضب
ولكنه الغضب المسئول الايجابى الذى يجعل يغيرك
يأتى اليك حبوا من طلاوة حديثك وحسن تدبرك
وردك على من يحاولون تشوية صورتك
ومن هنا
قولت لنفسى لقد حرق المسلمون المصحف
حين وضعوه كزينة فى البيوت وعلى مساند السيارات للبركة
وحين قام اصحاب المحلات بوضعه فى نهاية اليوم كحافظ لهم
و نوع من استحثات الحس الانسانى لدى السارق حين يقابل كتاب الله فى طريقه
بل ان البعض قد طبع اسم المولود عليه وفى مناسبات السبوع وما شابه يقوم بتوزيعه
ولم
تنحنى اليد لتلتقط ذلك المصحف وتحاول فهم مفرادته والعمل ولو بجزء يسير منه
حتى لا يتحول الى مجرد كتاب للتبرك يوضع فى تلك الصناديق الشيك
اذن
اوجه حرق المصحف لدى المسلمون تعددت واصبحوا ينظرون الى كتابهم المقدس كاءنه
صورة وكلمات وليس معانى قابلة للتطبيق باعتباره يضم نموذج وكتالوج اصلاح النفس
وهنا تذكرت
عباد بن بشر واسيد بن حضير وهما احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد كان الصحابه يطلقون على عباد بن بشر صاحب القرءان
من فرط عشقه لذلك الكتاب
واذكر هنا له موقفان
الاول
انه كان يمشى مع صديقه اسيد بن حضير ويمسك عصاه فى الظلام
فاءذا بها تضيىء لهما الطريق ويخرج منها نورا ليكسر حاجز الظلام
وما ان افترقا الصديقان ووصل عباد الى بيته حتى اضاءت عصا اسيد بن حضير
الموقف الثانى عجيب بالفعل
فقد كان يحرس يوما مع الصحابى عمار بن ياسر مخيم
فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع بعض من اصحابه وكان عمار نائم
واخذ عباد يصلى ويقرء القرءان فتسلل احد المشركين
ورماه بسهم فأصابه فأكمل الصلاة وضربه بسهم ثانى فأكمل ايضا وثالث
وما انتهى من الصلاة وفرغ ايقظ عمار بن ياسر وهو يتألم
فأحدث عماربن ياسر ضجيج فهرب المتسللون وجاء عمار يسئل عباد بن بشر
لما لم توقظنى حين اصبت اول مرة
فقال له عباد بن بشر
والله ما كنت ابدا قاطع سورة من القرءان بدءت فى قرءاتها
و تأتى نهايات دلائل الكلام لتقول انها ليست حصص فى الدين والوعظ وكيف كان الاوائل
ولكن المعنى يقول
التمسك بشيىء ما يحث من تمسك به على العمل به والقرب منه
وهذا هو البديهى
وليس وضعه فى فترينات العرض للقاصى والدانى
ويأتى من بعيد معنى يقول من لم يجعل له الله نور فمن اين يكون له نور
الفكر المستنير وحسن التدبر وطلب العلم وتطبيقه هما الحماية الطبيعة التى يرتعد منها الاعداء
فأستغلالهم لمستوى الجهل والفقر واعوجاج التفكير لدى غالبية المسلمين يعطيهم الذرائع
للدخول الى بلادنا لسلب خيراتنا واموالنا بحجة الاصلاح الفكرى والسياسى و ردع الارهاب
فهل يا ترانا نعقل قليلا ونضيع الفرص على امثال هولاء
والله والله هناك رب اقسم ان يحفظ كتابه فلتطمئن القلوب وتهدأ
ولكن لتبدأ دوافع العمل و الجهد لرفع رايات ذلك الكتاب ونكون له مطبقين
لصالحنا اولا وردع غيرنا وسجره
ايها الطائر البعيد
قالوا يوما
ان احد البلاهاء
سيحرق المصحف فى كل الانحاء
فهل تذكر له بعض الايات
ايها الانسان السائل
اقسم الله
انه هو الحافظ ذو القوة المتين
ما كان المصحف يوما
كلام فى الصفحات يتلى
ولكنه كان غذاء الارواح ولا ابهى
فى القلوب ساكن
والكيان به نابض
ان نسيتم يا بنى الانس يوما
العمل به
ونشره بين الخلائق
فإنا بنى الطير على العهد محافظين
نقلنا لسليمان يوما
ركوع سبأ لغير الله
للشمس كانوا ساجدين
فأن استقيظنا يوما
ووجدنا سفية
وكان لكتاب الله حارقا
تناقلت فى لحظات قلوبنا
تحمل هنا وهناك اياته
فترى هناك
الطفل الصغير
يردد ويقرء والعنوان ترتيل
اسمع يا منى يا كبير
ويخرج الزاهدون والكبار خاشعين
اان الاوان
لحرق من تسول له نفسه
التطاول
على كتاب العالمين
ويموج فى الكون جنود ا"
والله لو رايتهم لسكنت فى بيتك
وكنت من المطمئنين
يرفعون رايات خضرا
مكتوب عليها
ايها البلاهاء المساكين
القرءان ليس لبنى الانس كان مخصصا
ولكنه هدية الله للأرضين
ف يا ساكنى الكهوف و عبدة الشياطين
انظروا هناك تجدوا فى المدينة
احمدا
صلى عليه رب العالمين
كتابه لا يحرق ابدا
الا تعلموا يا غاااااااااااافلين
لقد كان قاب قوسين او ادنى
فهل الحرق جزاء المحبين
اخسئوا وموتوا بغيظكم
فالاعمى لا يرى النور
حتى لو كان امام العين
انوار الدينا ومصابيح المجانين
تحيه وتقدير رؤيه صحيحه رائعه
اشاركك الرائى يا ابو على
علينا رفعه بالقلوب وليس بالايدى فمكانه الطبيعى ليس امكان الزينه انما العقول والقلوب