شهد الابتلاء
, الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009
لا تكاد تمر الايام الا ويتعرض كل منا لاختبار وابتلاء
ومن احدى تلك الاختبارات تلك التى مررت بها بنفسى
منذ حوالى اربع سنوات بدء بعض الالم يدب فى خلف الظهر
وكعادة كل انسان تناول بعض المسكنات ولكن فى انحدار سريع
اتخذ الطبيب المعالج بضروة سرعة عمل عملية انزلاق غضروفى بالظهر
وماهى الا ساعات الا ووجدت نفسى راقدا
فوق سرير فى مستشفى النيل بدراوى فى المعادى
وقالوا ابسط ياعم على النيل
و ماكانت الا دقائق وانا فى غرفة العمليات
يقول لي الطيب ما اسمك واين موقع الالم
وها هى الساعات تمر لأفيق لاجد الاهل والاقارب
قد تجمعوا وفى اعينهم الكثير من الشفقة
وانهار من الدموع واذا بى دموعى تسيل
ليس من تعب او الم فى اول وهلة ولكن لما تسبب فيه المى
واختبارى من الله فى ان ارى تلك القطرات المترامية من الدموع
وها هم يذهبون بعيدا يذهبون الى منازلهم
وارقد انا فى تلك الغرفة ارى من امامى كورينش النيل
ولكن الان اراه بنظرة من لا يستطيع التحرك كما اعتاد
فها انا على سريرى اريد ان انتقل وانام الى الجانب الايمن
بعد ان كنت فى الجانب الايسر
يااااااااااااااااااااااااااااااه
تلك الحركة التى يفعلها ويفعلها الجميع بشكل تلقائى
لا استطيع ان افعلها
يااااااااااا لها من نعمة لم اكن اشعر بها
وها انا شعرت بها عندما اختبرت فيها
ولكى انام على جانبى الايمن كان ولا بد ان انزل
واترك السرير امشى حاملا" الامى
لكى اصل الى الجانب الاخر من السرير
واتكأ مرة اخرى على الجانب الذى اريده
فاءذا شعرت بالحنين الى التقلب اذ بى اكرر نفس الفعل
حتى ارتاح ولو قليلا" فى نومى
ولكن هيهات هيهات اذا بى استيقظ وكأنى قد نمت قرونا"
لانتظر فى الساعة فاءجد انه قد مر
على نومى دقائق معدودة لاءجد نفسى من جديد امام تلك النافذة
واقول يارب هل اعود يوما" لاءمشى مثل هولاء الناس خارجا"
يارب هل اعود يوما" لاستقل واقود سيارتى من جديد
ياااااااااااااااااااااااااه اين كنت ؟ وكيف اصبحت ؟
وتمر ثلاث ايام
يسئل الجميع فيها كم نمت واسترحت تتطلب ماتشاء من طعام
ويخدمك الجميع مرفها"
واسمع تلك الكلمات ويكاد جوف قلبى ينطق
نعم نام فى ثلاث ايام ثلاث ساعات
واكل جرامات من الطعام الشهى الذى كان يقدم
فأى كلمة تقال لن تصف نعمة واحدة تشعرون بها انتم يا من تسألون
وتمضى الايام وتأتى لحظات العلاج الطبيعى
ولابد من السير وها انا اسير واريد ان اعبر الشارع
ولكن هيهاااااااااااااات فها هى السيارات تتهافت فى امواج لا تتنظر احدا
ولكن هل يعلمون انى مريض واريد ان اعبر الطريق ولكن ببطء
لا يعلمون لا يفهمون
هل سيدركون لما اعبر الطريق بتلك الطريقة ها سيفكرون لا اظن
ومرت الاسابيع
ويصبح الصعب سهلا وتمر عليا لحظات الاختبار والابتلاء
واعود صحيحا" وانخرط فى الحياه من جديد
ولكن
هل انا هو انا
لا
انه الشخص الذى شهد بعينه ان مجرد التقلب فى سريره
نعمة من نعم الخالق
انه الشخص الذى شهد بعينه وايقن انه يحب ان ينتظر بسيارته
ليعبر الطريق فى هدوء من يريد ان يعبر
لاءنى التمس له ان يكون مريضا" ان يكون متعبا"
انه الشخص الذى فى ثلاث ايام نام ثلاث ساعات ولم يشكو من الاجهاد
انه الشخص الذى ايقن ان لكل شيىء حكمة فى الحياة
وان البلاء فى بدايته يكون جبلا ومع الصبر يتحول الجبل
من جبل صخور الى جبل جيلد
انه هذا الشخص
الذى انسابت منه الدموع لتقول له ها انا انساب منك دون اردتك
واكون لك صفاء" ونقاء"
لنفسك وروحك
ان هذا الشخص هو انا
الذى هو الان الصحيح المتعافى ولكن له وجه اخر ينظر للحياه به
مهما اشتدت بنا النوازل والبلايا
هناك رب رحيم بكل البرايا
ترى يونس من بطن الحوت قد نجا
ويوسف هناك فى قاع البئر نور" قد رأى
وموسى القى فى اليم وفى حضن امه ارتوى
وابراهيم فى النار بردا" وسلاما" مقربا
ونوح هاهو فى البحر بين الامواج عائما
وايوب بكل البلاء صابرا
وزكريا نادى والراس بالشيب اشتعلا
ومريم تهز النخلة وعيسى بالكلمة مناديا
ويرفع اللواء هناك محمدا (ص)
يااااااااااارب امتى كن هديا
وتشرق الارض بنور ربها
لمن خر له ساجدا" باكيا
وكان قلبه ذاكرا
وجسده على البلاء صابرا
فطوبى لمن كان لذلك موقنا
فهل فهمت يا مؤمنا
(طوبى اسم شجرة فى الجنة )
لمن عانى واختبره الله لينظر للحياه وبلائه بوجة اخر
ويستطعم ذلك الوجه سيجد يقينا
ان فى البلاء حلاوة وقرب مثل الشهد
والله اعلم واعتذر للاطالة ولكن تلك الكلمات
قد يطويها البعض ويقرئها بسرعة وفى لحظات
ولكنى على يقين ان هناك من سيقرئها
ويفهم ما بين السطور
الف حمدالله على سلامتك
بس يا راجل تعمل عمليه فى المستشفى اللى انا فيها وماتقولش؟؟؟
لا انا كدا ازعل
ارجع يلا تانى ونعملك واحدة جديدة:))
او رجع الزمن 3 سنين ورا:))
معروفه من زمان يا ابوعلى ان الصحه تاج على رؤوس الأصحاء