لله
, الأحد، 5 ديسمبر 2010
كان يمر فى حياته مرور كرام يعتبر نفسه دائما عابر سبيل
لم يتعمد ان يؤذى مهما كان ما يتعرض له احيانا من مضايقات
البسمة لم تفارق وجهه الا نادرا
السماح عنده هو عطر قلبه وروح كيانه
الفشل عنوان للمحاولة مرة اخرى
والتجربة نبع لزيادة الخبرات ومواجهة التحدى
يتعجب من حوله اهو مجنون؟
لكى يفعل هذا !!!
وتكون تلك طريقته فى تلك الحياه
وتكون تلك طريقته فى تلك الحياه
الا يخاف ان يطلقون عليه تلك الكلمة
التى اصبحت صك للافتراس والاقتناص
وتدل
ان هذا الانسان لقمة سائغة للأفطار والغذاء والعشاء
وعنوان تلك الكلمة
طيب
انه طيب
وعلى الرغم من سماعه تلك الكلمة
إلا ان مروره على الحياه لم يتغير
طبق فول يكفيه وليس عنده مانع من تكراره خلال اليوم
نزهة على النيل على قدماه كانت تسعده
تأملاته فى مراسم البشر التى تمر من امامه كانت تسعده وتفرح قلبه
فمهما كانت همومهم فمنهم من يبتسم ويفرح
وبائع الترمس يقول
اشرب من القلة وترمس يا بيه
ف البشر مهما كانوا ومهما كانت افعالهم لازالوا من بنى الانسان
يذهب الى الانتخابات مهما قيل ان نتائجها محسومة
لا يكاد يلتفت الى اقوال زملائه فى العمل
ان البلاد ليست بلاد انتخابات
ولكنها بلاد خذ وهات
تسأله امه يا ولدى
الدنيا لم يعد فيها ذلك القدر من السماح والصلح مع النفس
فيقول
يا امى
نبنى هناك المسكن
حيث الصفاء والنقاء والهدى
فإن طلبتى الجنان يوما
فلابد من عبور انفاق اوهام البشر
*************
ومرت الايام
راكباً سيارته فى ذلك الطريق فى المدنية القاهرية
طريق صلاح سالم
وعند ملتقى حديقة الازهر مع الطريق
يقول يااااااااا الله
منحنى صعب وخطر
ويدعو ان يكون مروره
ومرور غيره سهل
ويردد تلك العبارات والدعوات
بصفة دائمه اثناء عبوره من تلك النقطة
وجاء يوم يرى فيه حادثة على الطريق المقابل له
فى تلك النقطة
يترقرق قلبه عند اقترابه من مكان الحادث
وتتفاعل معه قطرات ماء تساقطت من عينه
وطمئنه وجود الشرطة
وسأل نفسه سؤال
اين عربات الاسعاف؟
ومر ومر
ليجد سيارات الاسعاف
ليجد سيارات الاسعاف
محتجزة بين تلال من السيارات
فيوقف سيارته ويطلب من سائق عربة الاسعاف
ان يسير فى الاتجاه المعاكس
لانه لن يصل بسهولة الى مكان الحادثة بسهولة
ويكون الاوان قد فات
وبالفعل يبدأ قائد سيارة الاسعاف فى تغير الاتجاه
ويتجه هو الى سيارته
ولكنه كان الاتجاه الاصعب
انه اتجاه الفراق ومراسم الرحيل
ف القدر كانت راياته
تعلن انقضاء الصفحات
ويطوى سجله فى الحياه
التى طالما حيا فيها فى سلاسة وهدوء
وتصدمه سيارة يقودها شاب من شباب الوطن المكذوب
وتتناثر دمائه تغطى سيارة الاسعاف المتجه الى انقاذ من هناك
وتكتب الدماء لوحة ضاحكة باسمة
انساااااااااان انت
انت انت
**************
وفى المساء
تفتح الام وصيته
فتنطلق منها الحروف متلألئه
ماسية العناوين
************
امى الحبيبة
اعلم انك اول من سيضىء حروفى بعيناكى
التى طالما كانت مسكنى وربوع حياتى
امى
ان كان اجلى قد حان حين قراءتك وصيتى
فتنسمى العطور وابتسمى
واستنشقى عبير الياسمين والريحان
وان كنتى انتى التى قد حان وقت فراقها
لن اقول الا انك احسنتى تربيتى
وجزاكى عنى ربى خيرا
امى
تعجبتى من افعالى فى حياتى
ولكنى يا امى
ادركت انى انسان مكتوب على ناصيته
عمر واجل وكلام وافعال
احببت ان اكون ذلك الانسان
الواثق العالم
ان
الرب له الحكمة والقول الفصل
يدير كونه كيفما يشاء
فجعلت افعالى واتساق نفسى
كلها
لله
ما فعلت شيىء لى او لغيرى
الا كان هذا هو عنوانى
واتجاهى
لله لله لله
وسبحت مع نفسى فى السماء
اسكن رحابتها وتتألف معها روحى
جعلت ما فى يدى ورزقنى به ربى هو الغالى والنفيس
وما وهب الله به البشر من خير هو فيض رحمته وعطائه
لا انظر اليه
ما فعلوا من اخطاء هو ابتعاد منهم عن الطريق الواضح
وما فعلوا من خيرات فهو ادراك منهم لدورهم الطبيعى
لذا
كل الامور مهما كبرت وتعاظمت
ارسلت لها اشارات تنبه احيانا
وتستنهض عزيمتها فى احيان اخرى
وتستنهض عزيمتها فى احيان اخرى
وجعلت ميثاق شرف اعمالى وتعاملاتى
تحت بند واحد لا يتغير
ان كل تلك الاعمال لله
هو الذى يفيض عليا الاجر
هو الذى يحنو عليا ويقبلنى
هو الذى يعلم الباطن والظاهر
هو الذى انزل الاديان نور طريقى
هو خالقى ويعرف مكنونات نفسى
لذا
كنت
لله
ف افرحى يا امى
فقد عرفتى الان السر والمغزى
وستدركين الان المعنى
لذا
فقد عرفتى الان السر والمغزى
وستدركين الان المعنى
لذا
ادعو لى
بأن
اكون
بأن
اكون
الان
لله
************
وتتطير الحروف من مسكنها الضيق
حيث الورق والصفحات
حيث الورق والصفحات
وتسكن وتحتوى قلب الام
التى تطلق عيناها باسمة ضاحكة
فى هدوء وثبات كيان
فى هدوء وثبات كيان
لا يقطعها الا صوت ابنه
يقول لها
لما تضحكين يا جدتى
فتقول
لله
دعوة للعبور الى كل ما هو ايجابى لله
ابو على
صباح الاحتلاااااااااااااااال
ونقرا ونرجع من تانى
زهراء