المذاق

, السبت، 11 فبراير 2012



تمر الايام سريعا
ويراها البعض انها لا تختلف عن ماهيتها السابقة
وعند تحاور اثنان يشتكى كلاهما
من ان الامور تتشابه وكذلك الساعات
لذا إن واكبنا ذلك الاحساس
وجب علينا الادراك والبدء فى التفكير
ونسأل لما حدث هذا ؟
خلال الفترات السابقة حدثت طفرات تكنولوجية كبرى
ادت الى توافر المعلومات ووسائل الاتصالات فى لحظات
واصبح ما كان يأخذ سنين او ايام او شهور
فى ثوانى يمكن الحصول عليه
وظهرت الكتب الاكترونية وما شابه بدل من المجلدات
وعلى الرغم من ظهورها لم ترتفع نسبة القراءة
وانما انخفضت
وتم استبدال الكتب
  بالاراء ومطالعة بعض من الاخبار
دون التعمق او التأمل او الالمام بجوانب الحياه وتفاصيلها
لما حدث هذا؟
 اعتقد البعض انه بضغطة زر
 سيتم تلبية كل الطلبات مهما كانت
ولم يفطن البعض بل وخلط بين
 الحصول على المعلومة  فى سرعة
وبين اشياء اخرى
لا يمكن الحصول عليها بتلك السرعة
فوجود الكتاب الاكترونى وسرعة الحصول عليه
يجب ان يتوافق مع بذل طاقة وجهد فى قراءته واستيعابه
وهذا ما لم  يحدث بل قابله شعور بالتثقال والكسل وعدم الرغبة
هناك من يعمل فى عمل
 ويطلب خلال فترة وجيزة العديد من الميزايا التى لم يبذل لها جهد
وهناك من يجلس على صفحات الفيس بوك طويلا طويلا
دون اعطاء جزء من وقته  لعقله حتى ان يقرء او يتأمل
 ويرفع من مستوى خبراته
حالة الهلث والاستعجال والقلق  والعصبية
التى اصابت الكثير
هى عنوان لعدم التفرقة بين الجلوس
على شاشات الكمبيوتر وامام التلفاز
وبين
مطالعة الواقع والمشاركة مع الغير فى البناء والتوعية
نعم اجلس وتبادل المعلومات وقل رايك هنا وهناك
ولكن 
ادارك 
ان القيم والثمين من الاشياء
يجب ان يبذل مجهود لاجله
فمن اراد الذهب حفر
ومن اراد اللؤلؤ غطس 
ومن اراد العلم سعى
 الترواى والادراك  والحكمة والتأمل والاستيعاب  والاتقان
هى عناوين الحياه الصادقة وركائزها
كلما تم الابتعاد عنها وتهميشها كلما افتقدت النفس توزانها
واندثرت نوارنية النفس والروح
واكتست بالشكوى وعدم ا لاحساس بطعم الحياه
بل والتمنى ان يتم الخلاص منها
اعطانا الانبياء والصالحين  المثل والقدوة
فى الصبر والجلد والاخذ بالاسباب
 والانشغال مع الناس والاندماج معهم ليتم البناء
الاحرى بنا الان ان ناخذهم مثال استشراق لنا
فمن يأكل رغيف خبز دون ان يدرك ان
هناك فلاح حرث الارض وراعاها
و تاجر نقل  القمح
وبائع باع
و مصنع طحن
وخباز خبز
لابد انه سيكون سهل عليه 
ان يلقى بباقى الخبز بعد ان يشبع فى سلة القمامة
دعوة ان نهدأ حتى نتذوق ما نقول  ما نفعل




3 Response to "المذاق"

لــــ زهــــــراء ــــولا Says:

ابو على

كان نفسى ابقى اول تعليق والحمد لله بس اطمن مش هاعمل دوشه او قلق فى المدونه

يا له من بوست له مذاق رائع وحروفه لها عبق جميل جدا يعنى فى لون ورائحه وطعم لتلك الكلمات
هناك بعض الكلمات التى قراتها فى البوست ولم اسمعها من فتره طويله حتى اننى اعتبرتها من اللغات الميته زى اللغه الفرعونيه القديمه مثلا يعنى كلمة التروى او الادراك ياااااااااااااه من فتره مش سمعتها دلوقتى قبل ما تكمل الجمله بتلاقى مية راى بيرد عليك وطبعا بيرد على اساس اللى فهمه من اول حرفين من رايك طيب يا عم استهدى بالله كده واسمع رايى لغاية الاخر تلاقى ان الملامح تغيرت والوش بقى عليه علمات غريبه انه مش طايق باقى الحوار معاك وانه عاوز ينجز


بالفعل وسائل التكنولوجيا اصبحت كثيره جدا جدا ومنتشره بشكل غير عادى يعنى مثلا زمان عشان اطمن على حد كان لازم اتنقل من مكان الى اخر وطبعا وسائل النقل كانت صعبه جدا جدا ومع التطور بقى فيه التليفون الارضى ومن ثم المحمول والنت وحاجات كتيييييييير والمفروض بعد كل هذه الوسائل يبقى فى قرب اكتر لكن اللى حصل ان المسافات اصبحت بعيده جدا داخل الاسره الواحده


دلوقتى بقى تلاقى الشاب او الفتاه قاعد على الفيس بوك طول النهار او الليل بيعلق على نكته او بيعمل شير لاغنيه وطبعا ما كامل احترامى لهذا لكن طيب انت قرات جرايد النهارده لا طبعا انت بتهزر طيب بتاخد معلوماتك عن اللى بيحصل من فين يقولك من الفيس ام الفيس على اللى اخترعه 0_0


فى جمله توقفت امامها بعض الوقت

فمن اراد الذهب حفر
ومن اراد اللؤلؤ غطس
ومن اراد العلم سعى


رائعه تلك الكلمات بالفعل اللى عاوز حاجه لازم يعمل مجهود عشان يحصل عليه لكن تلاقى اللى يقولك يا عم هو انا لسه هاتعب نفسى بلاش وجع قلب

برغم انتشار الكتب الالكترونيه وطبعا التحميل مجانا فى اغلب الاحيان وزمان كان الواحد يشترى الكتاب بالمال انما زمان كان فى ناس بتقرا وتعير الكتاب وده يستعير يااااااااااه كانت جميل اوى حكاية انى اشترى كتاب ولما اخلصه اديه لحد من اصحابى واخد من عنده كتاب بذمتك يا ابوعلى اخر مره سمعت ان حد بيستلف كتاب من حد او بيدى كتاب لحد عشان يستفيد به كان امتى ؟؟؟


المفروض يكون الانبياء والمرسلين والصالحين هم القدوه لنا لكن ده مش اللى بيحصل لان الناس اتغيرت ووسائل التكنولوجيا اثرت عليها بشكل غير طبيعى

حالة غريبه من الاستعجال واننا بنجرى ومش قادرين نتوقف لبضع لحظات عشان ناخد نفسنا ونراجع حسابتنا ونفكر شويه فى حكمة ربنا من ذلك الانتشار السريع لكل ما هو مريح لنا


اللى بيجى بالساهل بيروح بالساهل وفى جمله بتقول من تعجل الشئ قبل اوانه عوقب بحرمانه ^_^

الصوره حلوه اوى ماضى وحاضر ومستقبل شكل الاسهم حلو اوى اوى وطبعا مافيش داعى اقولك ان اختيارك للصور فظيع جدا

ملحوظه صغيوره

فى ناس قفلت حياتها على التعامل مع البشر من خلف شاشات وكان العالم كله كده ومافيش عندهم استعداد انهم يشوفوا الحياه حواليهم واللى بيحصل فيها عن جد الله يرحم الماضى واللى كان بيحصل فيه بس جوايا تفاؤل ان الجاى هيكون اجمل ان شاء الله


رائع ما قرات هنا وسوف اكتفى بها وافكر فيها لبعض الوقت

تسلم الايادى وربنا يحفظك

زهـــــراء

Mona Shereif Says:

عارف لو بجد جربوها مره
هيندموا على كل لحظة عدت كده

"فمن اراد الذهب حفر
ومن اراد اللؤلؤ غطس
ومن اراد العلم سعى "


جامده يا ابو على

الازهرى Says:

فقط
لنقف مع أنفسنا لثوان قليلة

وعندما نعرف من نحن
وماذا نريد
وكيف نصل لذلك

عندها سنجد طريقنا
ونشعر بلذة حياتنا