استاذى القمرى

, الخميس، 17 نوفمبر 2011



الانـــســــان
قيمة تحتل مكانة مترامية لا ندركها احيانا
ولا تتهادى الى انفسنا فى لحظات معينة
قيمة ان من يمشى على الارض انسان تدب فى اوصاله
روح ودماء يضخها قلب
استاذ حسين 
هو جارى المعلم والمدرس التربوى
فى صغرى
كنت احب جدا بعض من اتعلم تحت ايديهم
وكانوا بالنسبة لى مثل نسمات الهواء
 فى يوم شديد الرطوبة والحرارة
استاذ حسين
مثله مثل هولاء المدرسين
لم اتعامل معه بشكل مباشر
ولكنى كنت اشاهده من بعيد ويسعد قلبى ان جارى معلم
اختفى استاذ حسين لفترة وقالوا انه سافر الى بلاد الخليج
ليحسن دخله ويرفع مستواه المادى
ترك استاذ حسين ابنه اليافع فى المراهقة وابنتاه
عاد استاذ حسين ولكنه لم يكن مثلما كنت اراه
تبدو على تقسيمات وجهه علامات المرض والالم
فلقد قام بعمل عملية طبية فى راسه
ومن حينها تبدلت الاوضاع
ارى استاذ حسين هائم هنا وهناك فى الشوارع
يجلس على تلك القهوة  ويمسك بالشيشة بشكل غريب
ويستوقفنى ويقول لى
 انه يملك من الفيلات والاطيان هنا وهناك
ولكن عيونه حين تقع على عيونى ادرك  شيىء اخر
ويالها من لحظة
 حين اتصور نفسى انا الطفل ثم الطالب ثم الموظف
وانا اشاهد استاذ تربوى راقى
وها أنا اضع يدى فى يده بالمساعدة
وهو ينثر الكلمات من كل بستان
 وتلك الكلمات غير متألفة ثم يذهب
و اشاهد ابنه وقد دخل احدى الكليات الجامعية
ويمسك بتلك السجائر الفاخرة
ويخرج الدخان من بين براثن انفه او فمه
واتخيل انا ذلك الدخان بالضباب الذى اعمى القلب الداخلى
فنام معه انسان الحياه وسكن بدل منه انسان من نوعية اخرى
ما بين رؤية استاذ حسين هائما وبين رؤية ابنه متحررا
فاصل قصير
نستشف منه الكثير والكثير
فبناء المشهد المادى من اموال وعيشة هنية مطلوب
وبناء المشهد الداخلى من مبادىء مطلوب
واستغلال لحظات الصحة والهمة مطلوب
فنحن لا نعرف اين تذهب بنا الاقدار
ان استاذ حسين  وانا
قصة واقعية تتكرر الى الان بنفس مشاهدها
وتستحق ان اكتبها
لان رؤية استاذ  حسين
هائما يهذى بالكلمات ويصدر حركات غريبة
هى كشاف داخلى لى لأستعادة ما افقده فى طاحونة الحياه
من انوار
وتجعلنى استعيد بريق انسانى الداخلى 
 وهو لى
مثل تلك الصورة فى اعلى 
هو من اجلس على كتفيه 
لإرى دنيادى بالطريقة الصحيحة


8 Response to "استاذى القمرى"

لــــ زهــــــراء ــــولا Says:

ابوعلى

فى اول تعليق بعد طووووووووول غياااااب

اعمل احتلال براحتى بقى

زهراء

لــــ زهــــــراء ــــولا Says:

أبو على


توقفت امام عنوان البوست ثم سألت نفسى هل القمر مذكر ام مؤنث حتى يقال له استاذى وليس استاذتى

ثم توقفت امام الصوره ورغم اننى لست من هواة الغروب ولكن الصوره روعه بما تحمله من اضاءه ربانيه لم يتدخل بنى الانسان فيها وكذلك شكل امواج البحر روعه فى هدوئها ورونقها الخاص


تسلم الايادى على تلك الصوره

لم اقرا البوست بعد ولكن دى شوية مناغشات قبل التعليق


زهـــــــراء

لــــ زهــــــراء ــــولا Says:

ابو على


رائع عن جد ما قرات فى الوصف والتحليل ولتسمح لى ان ارفع لك القبعه عن وصفك لبعض الاشياء مثل من تعملت على ايديهم وانهم مثل نسمات الهواء ولم تقل الهواء فقط ولكن كلمة نسمات اوضحت انهم متعددين وليس شخص واحد فقط وكذلك نسمات الهواء فى يوم شديد الرطوبه وما تمنحه لنا من عبق خاص رائعه ...


وصف مافيش اجمل من كده والبوست يحمل الكثير والكثير من تلك الاشياء الرائعه


زهــــراء

لــــ زهــــــراء ــــولا Says:

ابوعلى

فى الكومنت رقم 4 واطمن مش هاطول اكتر من واحد او اتنين كمان لان واضح ان المدونه زهقت وكل شويه تفصل او النت يقطع ^_^

تخيلك لدخان سجائر ابن الاستاذ حسين وانه اعمى القلب الداخلى وصف رائع وكأن هذا الدخان يعمل نوع من الضباب الذى يحول دول رؤية بعض الاشياء وتعمى العيون وتفصل القلب عن باقى الحواس وتجعل الانسان مغيب عن كثير من الاحداث التى تدور حوله وهو جزء منها
عمى القلوب هو اصعب انواع العمى واعتقد ان المقصود بالقلوب هنا هو البصيره ...


زهـــــراء

لــــ زهــــــراء ــــولا Says:

ابوعلى

فى الكومنت الخامس عشان الحسد :->


مطلوب منا ان نبنى انفسنا ماديا ولكن لابد من المحافظه على البناء المعنوى
ليس مطلوب منا ان نكون بنك او وديعه بنكيه فقط لاننا لسنا جماد بل نحن من بنى البشر لدينا مشاعر واحاسيس وعواطف وقد ننسى كل هذا فى اثناء البناء المادى

جميل وصفك انك ترى الدنيا من على اكتاف انسانك الداخلى

عن جد بسيطه تلك الحروف التى قراتها ومن تلك البساطه يظهر لنا المعنى والهدف
سعيده ان التعليقات مفتوحه وقدرت انى اعمل احتلال صغير مش كبير


دمت متألق على الدوام ويارب التعليقات تفضل مفتوحه

زهـــراء

راء Says:

وساعات الحياة بتاخد حاجات مبتتعوضش..

وتقنعنا بأسباب سخيفة للتخلي عن اللحظات المماثلة..

وده أسوأ ما في دوامة الحياة والخلاط اللي الناس بتدخله وتخرج منه متأخر أوي

Lobna Ahmed Nour Says:

قصة أستاذ حسين هي صورة بديعة من صور كدر الحياة
كان لابد أن تكتب عنها

تحية لك

غير معرف Says:

مساء الورد

مؤلم جداً أن ترى هرم كبير لطالما

وقفت أمامه بإنبهار وإعجاب يأول

إلى حالة أخرى مختلفة تهدم بريق

الصورة دون أن تعرف السبب الذي أدى

إلى ذلك ...

لا حول ولا قوة إلا بالله

تحياتي وإحترامي