استجمع صرصار
(دلع صرصور)
قواه العقلية والبدنية
وقرر الذهاب فى نزهة
الى احدى المليونات فى ميدان التحرير
وهو يعلم انه
بذلك قد اخترق الحظر الصرصورى الاعلى
بعدم الذهاب الى اماكن تجمعات بشرية
لما قد ينتج عنه من نتائج تؤثر على مصير بنى صرصور
ولكن شبق الذهاب رواده
وقرر اختراق كل التحذيرات
وعندما وصل الى الميدان
ارتسمت عليه كل علامات العجب والولع
بما يشاهده
فقد راى على اطراف الميدان وجوانبه
الجنة التى كان يحلم بها
فكل المشهيات التى طالما تكلمت عنها عائلته
من الخيرات قد وجدها
فهذا هو بائع الترمس
وتلك القشور الذهبية
التى طالما حلم ان تستقر فى معدته
وهناك بائع الخروب والتمر هندى والسوبيا وحمص الشام
وتلك ايضا المشروبات التى حلم ان تروى ظمئه
فقال فى نفسه كم افتقد المجتمع الصرصورى
تلك المتعة التى لم يعلم بها
وان الاوان ان يعلموا
ونظرا لتعدد الطرق داخل الميدان تاه هنا وهناك
فسمع من هذا
لا لقانون الطوراىء
وهو يمسك بسجارته ويخرج من فمه ضباب سجائرى عظيم
يعبر عن غضبه
وراى هذا يحمل يافطة يسقط المشير
ويتم تصويره من العديد من كاميرات الاعلام
كأنها وجدت ضالتها
ووجد من يلتقطون تلك الصور التذكارية
ترسيخا لوجودهم فى تلك المليونية
ووجد من يقول اسلامية اسلامية
ولا للمبادىء الفوق دستورية
ووجد من يقولون
يجب فرض الحماية الدولية لحماية الاقليات
ووجد من يقول رغيف عيش ومرتب وشقة
علشان الزوجة التانية
ووجد من يقول الانتخابات الانتخابات
ووجد هولاء الفنانين الذى طالما سمع عنهم
يقولون هذا شيىء عظيم حدث
طالما حالموا به حيث الحرية
وحلم عدم حذف مشاهد من قبل الرقابة قد تحقق
ووجد اصوات خافتة
تقول
بناء الوطن خير من بناء كلمات اللسان
حافظوا على الوطن اجعلوا لكم اجندة الويات
بناء السماء تم فى سبع ايام
طهروا القلوب وتعاونوا كونوا فريق يلملم نفسه
فتعجب الصرصار من مما يرى
فى تلك الجنة
التى عندما عرف تفاصيل عنهااكثر خاف منها
فقرر ان يرحل واثناء العودة تحرش به المتظاهرون
وقال احدهم يااااااااااااااااااا قوم
ان دليل مصداقيتنا حضور الحشرات لتساندنا وتلك معجزة
لتعلموا ان الله راضى عنا
وقال احدهم بصووووووووووووت اعلى
لالالالالالالالالالا
انه جاسوس وعميل اقطعوا رقبته ليكون عبرة
وتسلقوا راسه وانزلوا من عليها علم الخيانة
وقال اخرون ان وجوده
يدل على ان امن الدولة مازال موجود
ودبابات الجيش هى دبابات الحرس الجمهورى
هيا ندمر وزارة الداخلية ويسقط حكم العسكر
وراى الجميع ارتعاد الصرصار منهم
فقالوا لا تخف
ان بعد 25 يناير ليس قبل 25 يناير
انت الان فى الثورة
احلامك وامانيك وتمنياتك
نجمع لك مليونية لتحقيقها ونسيمها
جمعة حقوق صرصر
فقال الصرصار فى صوت خافت مرتعد
جئت لابحث عن لقمة العيش والامن والامان وانقاذ
عائلتى من جوع الشوراع وبطش البشر بعضهم لبعض
فقاااااااااااالوا حقا انك عميل
وقال اخرون ان بعض كلماته غير مفهومة
فقرر الجمع
الممسك بالمطارق وعلب السجائر والكانز
واللاب توب والايباد والاى فون والصاعق الكهربائى
و الاسلحة البضاء
تكوين لجنة شعببة سياسية عالمية لقتل الخائن العميل
فهذا مسئول عن تعذيبه بالسجائر
فى مكان محدد ومؤلم له
وهذا يطرق على راسه
وهذا يصوره فيديو ويرسله الى العالم ام ام يو
حيث تكنولوجيا نقل الفيديوهات
وهذا يكتب تقرير على اللاب توب
لارساله الى منظمات حقوق الحيوان
وهذا يضع الصاعق الكهربائى ذو الفولت العالى
فى صرصور ودنه
وهذا بالسلاح الابيض يصنع له علامات فى مناطق متعددة
وهولاء اصحاب الراى الحر
يقولون ياجماعة كده غلط الرحمة اساس العقاب
وهنا يطل من بعيد رايااااااااات مكتوب عليها
ان اوان التغير والديمقراطية هى الحل
ولا لقتل اصحاب الراى
و هذا الصرصور ناشط سياسى
واشتدت وطأة الخلاف
وفى الجانب الاخر
تشاهد عائلة الصرصار فى المنازل مايحدث
وهم يتألمون فى لقطات حية تبث عبر الفضائيات
ولم يكن يحلمون ان هولاء المذيعين والمذيعات
سيتكلمون عن صرصورهم بهذا الشكل
فتلك المذيعة تقول للمراسل
صف لنا ما تشاهده الان
هل كان البلطجى يهذى بكلمات ومعاه لبان كوكو واوا ؟
وهذا المذياع يقول
هل ستكون بداية القصاص اليوم هو التغير الحقيقى الذا ننشده ؟
وفى جانب بعيد بعيد
جاء نبأ القبض على صرصار فى ميدان التحرير
مزلزل فى مجلس الامن
لما تشهده مصر من اضطهاد للحريات متصاعد
وتعرض امريكا ودول الاتحاد الاروبى
مساعدة مصر فى الحفاظ على الامن العام
وتعلن امريكا استعدادها لاستضافة الصرصار
فى افخم اماكنها العشر نجوم
حيث ملهى سجن ابوغريب و منتجع جوانتانموا
او احد السجون المصرية
وتتكلم اسرائيل فى لغة يعلوها
بالغ الحزن الاسى على بلوغ الحرية فى مصر
ذلك المنعطف المظلم
وتطالب العالم بأن يكون للصرصار حق تقرير مصيره
وان انموذج اسرائيل الحى الماثل امام الجميع
فى غزة واريحا هو انموذج حى وواضح
فيقول المجتمعون نعم الراى
فتلك بلد ديمقراطى حقيقى يسعى للسلام الانسانى
فيطلبون من المتظاهرين والمجلس العسكرى
بتحمل مسئوليتهم تجاه العالم بتأمين الصرصار
وترك الصرصار يحدد مصيره
فيصمت الجميع فى تحفز وترقب
فيقول الصرصار بعد تأمل واستعراض فى وجوه من حوله
اريد ان امووووووووووووووووووووت
ولكن ليس
موت على يد امن الدولة او قانون الطوراىء
او سجن ابوغريب او جوانتاموا
او بالاغتصاب او بالبلطجة او بالقانون الوضعى
الصرصار يريد ان يموت موتة ربنا
الصرصار يريد ان يموت موتة ربنا
و تردد عائلة الصرصور
الصراصير تريد موتة ربنا
الصراصير تريد عدل الله
الصراصير تريد حكم الله
الصراصير تريد عفو الله
الصراصير تريد رحمة الله
واثناء ذلك يظهر صوت جهورى
لقد تم القبض على ذبابة
تحاول اختراق حاجز صوت المتظاهرين
فيجرى المتظاهرين هنا وهناك
يا عالم يا جبان
يا عميل الجرزان
ويتحرر الصرصار
ويخرج من جنة البشر
وتوتا توتا خلصت الحدوتة
حلوة ولا ملتوته
هههههههههههه
حلوا